بعض الأمهات يمنحنهم الخيار لارتداء ما لا يخالف الذوق
حرمان الأطفال من اختيار ملابسهم يورثهم عدم الثقة والشعور بالنقص
الوطن
المدينة المنورة: خالد الجهني
يمنح اختيار الملابس للأطفال عند خروجهم من المنزل ثقة كبيرة بأنفسهم، غير أن بعض الأمهات يجبرن أطفالهن على ارتداء ملابس لا تتوافق مع رغباتهم، ليبقى الطفل حينها تحت الضغط النفسي، وربما دون أن تشعر الأمهات بذلك، حتى يقوم الطفل بخلع تلك الملابس.
فاطمة البراكي (معلمة) تقول إن لديها أربعة من الأطفال أكبرهم لم يتجاوز التاسعة، وقد لاحظت أن البنت الكبيرة عندما تجبرها على لبس معين تجدها طوال الفترة التي تخرج فيها من المنزل تهرش بجسمها وغير مستقرة وشاردة الذهن.
وتضيف أن ابنتها في أحد الأيام قبلت يدها، وطلبت منها عدم الاقتراب من دولاب ملابسها، وأن تترك لها الخيار بنفسها لاختيار ما يعجبها من الملابس، وذلك أثناء المناسبات.
وتقول البراكي إنها لاحظت بعد ذلك اختفاء حالة الهرش من جسم ابنتها، خصوصا بعد أن قررت أن تترك لها مع أخوتها فرصة الخيار في أن يلبسوا ما يريدون، حيث أصبح دورها توجيهياً فقط.
وتقول حصة الحربي (ربة منزل) ولديها خمس بنات وولدان إنها منذ كانت صغيرة وهي ترفض أن يختاروا لها ملابسها أثناء الخروج، وقد عودت بناتها أيضا على ذلك، واكتشفت مع مرور الزمن أنهن يملكن ذوقا رفيعا باختيار الألوان، وكذلك تنسيقها مع الإكسسوارات وطاقم الأحذية.
وترى حصة أن إجبار الأم أطفالها على لبس موديل معين يفقدهم الثقة بأنفسهم، وهذا لا يمنع الأم- بحسب قولها- أن تقوم بدورها الإشرافي عليهم، بحيث توجههم، وتشرح لهم كيفية تطابق وتناسق الألوان، بعيدا عن فرض أي موديل عليهم.
وتقول نوال الجهني (موظفة بالقطاع الخاص) ولديها ثلاث بنات تبلغ الكبيرة عشر سنوات إنها تعودت أن تختار لأخوتها الملابس أثناء خروجهم للزيارة أو مناسبة معينة، مشيرة إلى أن ابنتها أصبحت تملك حسا رفيعا بتناسق الألوان واختيار الموديلات، حيث يصل بها الأمر في بعض الأحيان إلى أن تطلب -بحسب والدتها- تسريحة معينة لشعرها.
وتشير الجهني إلى أن ابنتها باتت تنتقد حتى والدتها عند اختيارها لملابس غير متناسقة حين خروجها من المنزل، لتكتشف أنها كانت على صواب بعد استشارة بعض صديقاتها حول موديلها الذي كانت ترتديه ولم يكن يناسبها.
وتضيف "بعد أن اكتشفت موهبة ابنتي في انتقاء الملابس، أدخلتها دورة تعليمية في أحد المشاغل، وذلك لزيادة ثقافتها في هذا المجال".
وتختلف فاطمة الحربي (معلمة بالمرحلة الابتدائية) مع الآخرين وترى أن الأطفال لا يعرفون ما يناسبهم من اللباس "وعلى الأم اختيار ذلك"، مؤكدة أنهم عندما يكبرون يختارون ما يريدون، وترى أنها لو تركت لهم الخيار ربما يتسبب لهم ذلك بالإحراج مع الآخرين، حيث إنه من المتعارف عليه أن الأم هي من تتحمل اللوم والعتب-على حد وصفها- لو كان اللبس غير ملائم للموضة أو يخالف الشريعة الإسلامية- لا سمح الله.
وفي ذات السياق يقول محمد السهلي (موظف حكومي) ولديه ثلاثة أطفال أكبرهم عمره ست سنوات أن قضية اختيار الأطفال لملابسهم سببت له عدداً من المشاكل المستمرة مع زوجته، والتي عادة ما ترفض بشدة أن يختاروا ملابسهم أثناء الخروج في مناسبة معينة، حيث تصر على اختيار الموديل لهم، حتى لو أنهم يرفضون ذلك، مشيرا إلى أنه يقف دائما بصفهم ويتفق مع رأيهم بالحد الذي يجعله يرفض حتى الخروج من المنزل معهم إذا أصرت زوجته على أن يرتدي أطفالها لباسا معينا.
إلى ذلك قالت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة بارعة هاشم إنه يجب على الوالدين تعويد أبنائهما على اختيار ملابسهم بأنفسهم، ويكون دورهم إشرافياً وتوجيهياً فقط.
وتضيف هاشم أن اختيار الطفل الذي يجيد التحرك والفهم لملابسه يعطيه نوعا من الثقة بنفسه، ويدفعه إلى التفاخر بين إخوته وأصدقائه أنه هو من يختار ملابسه بنفسه، مشيرة إلى أن الطفل الذي يجبر على ارتداء ملابسه أثناء خروجه يكون قلقا وغير مرتاح نفسيا، وتجده بين وقت وآخر ينظر إلى ملابسه، ويشعر بأنها ثقيلة عليه.
__ _________[/
حرمان الأطفال من اختيار ملابسهم يورثهم عدم الثقة والشعور بالنقص
الوطن
المدينة المنورة: خالد الجهني
يمنح اختيار الملابس للأطفال عند خروجهم من المنزل ثقة كبيرة بأنفسهم، غير أن بعض الأمهات يجبرن أطفالهن على ارتداء ملابس لا تتوافق مع رغباتهم، ليبقى الطفل حينها تحت الضغط النفسي، وربما دون أن تشعر الأمهات بذلك، حتى يقوم الطفل بخلع تلك الملابس.
فاطمة البراكي (معلمة) تقول إن لديها أربعة من الأطفال أكبرهم لم يتجاوز التاسعة، وقد لاحظت أن البنت الكبيرة عندما تجبرها على لبس معين تجدها طوال الفترة التي تخرج فيها من المنزل تهرش بجسمها وغير مستقرة وشاردة الذهن.
وتضيف أن ابنتها في أحد الأيام قبلت يدها، وطلبت منها عدم الاقتراب من دولاب ملابسها، وأن تترك لها الخيار بنفسها لاختيار ما يعجبها من الملابس، وذلك أثناء المناسبات.
وتقول البراكي إنها لاحظت بعد ذلك اختفاء حالة الهرش من جسم ابنتها، خصوصا بعد أن قررت أن تترك لها مع أخوتها فرصة الخيار في أن يلبسوا ما يريدون، حيث أصبح دورها توجيهياً فقط.
وتقول حصة الحربي (ربة منزل) ولديها خمس بنات وولدان إنها منذ كانت صغيرة وهي ترفض أن يختاروا لها ملابسها أثناء الخروج، وقد عودت بناتها أيضا على ذلك، واكتشفت مع مرور الزمن أنهن يملكن ذوقا رفيعا باختيار الألوان، وكذلك تنسيقها مع الإكسسوارات وطاقم الأحذية.
وترى حصة أن إجبار الأم أطفالها على لبس موديل معين يفقدهم الثقة بأنفسهم، وهذا لا يمنع الأم- بحسب قولها- أن تقوم بدورها الإشرافي عليهم، بحيث توجههم، وتشرح لهم كيفية تطابق وتناسق الألوان، بعيدا عن فرض أي موديل عليهم.
وتقول نوال الجهني (موظفة بالقطاع الخاص) ولديها ثلاث بنات تبلغ الكبيرة عشر سنوات إنها تعودت أن تختار لأخوتها الملابس أثناء خروجهم للزيارة أو مناسبة معينة، مشيرة إلى أن ابنتها أصبحت تملك حسا رفيعا بتناسق الألوان واختيار الموديلات، حيث يصل بها الأمر في بعض الأحيان إلى أن تطلب -بحسب والدتها- تسريحة معينة لشعرها.
وتشير الجهني إلى أن ابنتها باتت تنتقد حتى والدتها عند اختيارها لملابس غير متناسقة حين خروجها من المنزل، لتكتشف أنها كانت على صواب بعد استشارة بعض صديقاتها حول موديلها الذي كانت ترتديه ولم يكن يناسبها.
وتضيف "بعد أن اكتشفت موهبة ابنتي في انتقاء الملابس، أدخلتها دورة تعليمية في أحد المشاغل، وذلك لزيادة ثقافتها في هذا المجال".
وتختلف فاطمة الحربي (معلمة بالمرحلة الابتدائية) مع الآخرين وترى أن الأطفال لا يعرفون ما يناسبهم من اللباس "وعلى الأم اختيار ذلك"، مؤكدة أنهم عندما يكبرون يختارون ما يريدون، وترى أنها لو تركت لهم الخيار ربما يتسبب لهم ذلك بالإحراج مع الآخرين، حيث إنه من المتعارف عليه أن الأم هي من تتحمل اللوم والعتب-على حد وصفها- لو كان اللبس غير ملائم للموضة أو يخالف الشريعة الإسلامية- لا سمح الله.
وفي ذات السياق يقول محمد السهلي (موظف حكومي) ولديه ثلاثة أطفال أكبرهم عمره ست سنوات أن قضية اختيار الأطفال لملابسهم سببت له عدداً من المشاكل المستمرة مع زوجته، والتي عادة ما ترفض بشدة أن يختاروا ملابسهم أثناء الخروج في مناسبة معينة، حيث تصر على اختيار الموديل لهم، حتى لو أنهم يرفضون ذلك، مشيرا إلى أنه يقف دائما بصفهم ويتفق مع رأيهم بالحد الذي يجعله يرفض حتى الخروج من المنزل معهم إذا أصرت زوجته على أن يرتدي أطفالها لباسا معينا.
إلى ذلك قالت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة بارعة هاشم إنه يجب على الوالدين تعويد أبنائهما على اختيار ملابسهم بأنفسهم، ويكون دورهم إشرافياً وتوجيهياً فقط.
وتضيف هاشم أن اختيار الطفل الذي يجيد التحرك والفهم لملابسه يعطيه نوعا من الثقة بنفسه، ويدفعه إلى التفاخر بين إخوته وأصدقائه أنه هو من يختار ملابسه بنفسه، مشيرة إلى أن الطفل الذي يجبر على ارتداء ملابسه أثناء خروجه يكون قلقا وغير مرتاح نفسيا، وتجده بين وقت وآخر ينظر إلى ملابسه، ويشعر بأنها ثقيلة عليه.
__ _________[/